تحول الحديث في السنوات الأخيرة عن الماء، كمادة حيوية
يعتبر ضمان استمرارية تدفقها هدفا حيويا وأساسيا لأي دولة، وتعد عملة نادرة وباهظة
التكاليف أطلق عليها "الذهب الأزرق" وقد
خصصت لها الأمم المتحدة يوم22
مارس يوما عالميا أطلقت عليه اسم اليوم العالمي للمياه وذلك بهدف جلب انتباه
العالم إلى المخاطر الناجمة عن إهمال قضية المياه، وبذلك يعتبر الماء أحد الموارد الطبيعية المتجددة على كوكب الأرض ،يضمن استمرار الحياة
عليها، بقوله تعالى (ولقد جعلنا من الماء
كل شيء حي ) سورة الأنبياء الآية 30 صدق الله العظيم. إذ يشكل الأساس الذي ترتكز
عليه مختلف أنشطة الإنسان الاقتصادية كما أنه يتأثر بها، أصبح موضوع الماء من
المواضيع الأكثر جدلا نظرا للأخطار التي تحدق به.
إذ أصبح المغرب مندرجا ضمن
الدول المهدد بندرة المياه مستقبلا بالرغم من وفرته نسبيا بالمقارنة مع الدول
العربية الأخرى بفعل نهجه لسياسة السدود، ويرجع السبب إلى تزايد الحاجيات البشرية
للماء بشكل سريع في بنية تتسم بصعوبة تجدد مواردها المائية نظرا للظروف المناخية الصعبة،
ولطول الفصل الجاف أو عدم انتظام التساقطات المطرية في الزمان والمكان الشيء الذي
يجعل التراب الوطني يتشكل من المناطق الجافة وشبه الجافة. فإن متوسط التساقطات
المطرية بالمغرب يصل إلى حدود 340 ملم سنويا، منها 450 ملم بالأقاليم الشمالية،
أقل من 150 ملم بالجنوب الشرقي، وبذلك فإن 50% من الواردات المطرية مركزة فقط على
15% من المساحة الإجمالية للبلاد و 75% من مساحة البلاد تقسم 50% الباقية، الشيء
الذي يطرح تناقضات صارخة على مستوى التوزيع الجغرافي للتساقطات المطرية، وحسب هذه
الوضعية المناخية فإن حصيلة التساقطات المطرية في معدل التراب المغربي خلال موسم
متوسط تصل إلى حد حدود 150 مليار متر مربع تتوزع بشكل غير منتظم منها 80 % تتبخر و 20 %
تتوزع بين مجاري الأودية والمياه المتسربة إلى باطن الأرض، وتبقى 30 مليار م3 هي التي يمكن اعتبارها كموارد مائية يمكن
التحكم فيها.
بحث التخرج تحت عنوان "الموارد المائية بسهل بوعرك: بين الندرة والطلب" من إعداد كل من الطلبة "المرسي ياسين" و" قروع عصام", تحت إشراق الأستاذ والدكتور " مزغاب عبد الحميد", أستاذ بجامعة محمد الأول شعبة الجغرافيا الطبيعية, بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة. خلال الموسم الجامعي 2016-2017.
التحميل
طريقة التحميل
